كتاب أشهر 50 خرافة فى علم النفس 
تأليف
  - سكوت ليلينفيلد - ستيفن جاى لين 
- جون روشيو - بارى بايرستاين
ترجمة: محمد رمضان داوود وإيمان أحمد عزب
الناشر: كلمات
   كتاب أشهر 50 خرافة فى علم النفس كتاب رائع من حيث الفكرة و من حيث التنفيذ  حيث يتفرغ أربعة من كبار الباحثين لكشف حقيقة 50 خرافة مشهورة من الشائعات المسلم بها في علم النفس و التي يصدقها ملايين الناس.
   ستتكتشف العديد من المفآجات في هذا الكتاب التي ربما ستهدم لديك قناعات كثيرة و يضع الباحثين الأربعة أمامك أدلة منطقية وواقعية على زيف هذه الخرافات و عدم صحتها علميا.
* أشهر50 خرافة في علم النفس.. (عرض كتاب)
   لابد أن يبدأ العلم بالخرافات وبنقد الخرافات، مقولة للمفكر الإنجليزي، كارل بوبر، انطلق منها مؤلفو هذا الكتاب الذي حقق مبيعات كبيرة عند صدوره بالإنجليزية وأقبل عليه القراء ببساطة، لأنه دحض مقولات خاطئة تنتمي إلى ميدان علم النفس، مقولات وصلت إلى حد اعتبارها من المسلمات في كتاب بعنوان «أشهر 50 خرافة فى علم النفس».
   وحرص أساتذة علم النفس سكوت ليلينفيلد، وستيفن جاي لين، وجون روشيو، وبارى بايرستاين في كتابهم على توضيح فكرته: «كثير مما نعتقد أنه صحيح عن علم النفس ليس كذلك، فعلى الرغم من توفر أعداد كبيرة للغاية من مصادر علم النفس الشعبي بسهولة تامة في المكتبات وعلى شبكة الإنترنت فإنها تعج بالخرافات والمفاهيم المغلوطة، وفي حقيقة الأمر وفي عالم اليوم سريع الإيقاع الذي يتسم بحمل المعلومات الزائد، تنتشر المعلومات المغلوطة عن علم النفس على الأقل بقدر انتشار المعلومات الصحيحة، وأصبح من الصعب إذا التمييز بين الحقيقة والخيال في علم النفس الشعبى»، أي تمييز الصحيح من الخطأ في أفكار علم النفس التي تنتشر بين الناس على اختلاف فئاتهم.
   والمشكلة كما يطرحها الكتاب أن الفهم المغلوط هذا قد يؤدي بنا إلى اتخاذ قرارات حمقاء والقيام بسلوكيات لا طائل من ورائها: مثلا قد يضيع الإنسان عمره فى البحث عن رفيق أو رفيقة لحياته تكون مختلفة عنه فكرياً وشخصياً إيماناً بمقولة إن الأضداد تتجاذب، وهو أمر أثبتت دراسات علم النفس الحديث، كما عرضها المؤلفون بالتفصيل، عدم صحته.
     ويبدأ الكتاب باستعراض عام لعالم علم النفس الشعبي وعلى الأخطار التي تشكلها الخرافات المتصلة به ومصادرها ومنها: تناقل الأحاديث، الرغبة في الأجوبة السهلة والحلول السريعة، والطرح المضلل للموضوعات فى وسائل الإعلام والسينما، والتهويل في التعبير عن جوهر الحقائق.
    ثم يناقش الكتاب مدى انتشار الخرافة بين عوام الناس ويقدم أمثلة توضيحية عليها ويوضح الأصول المحتملة لها والأدلة البحثية المتعلقة بها، ويقدم المؤلفون عقب كل فصل قائمة لخرافات أخرى تستحق الدراسة. لن يكون بوسعنا هنا عرض الخرافات التي ناقشها الكتاب وعددها 50  لكن يمكن التوقف عند بعضها.
    ذاكرة الإنسان تعمل مثل جهاز التسجيل أو كاميرا الفيديو وتسجل بدقة الأحداث التي عايشناها وهي في الواقع خرافة، لأن الحقيقة تقول إن الأفراد يقصون ما مر بهم من أحداث مشتركة بطريقة مختلفة، ولو كان هذا الأمر صحيحاً لما واجه أى إنسان مشكلة النسيان: نسيان حتى بعض الأمور البسيطة، وتحديد مصدر الذكريات هو أمر محير كذلك: هل ما نراه حدث بالفعل أم هو جزء مما رأيناه في المنام، وما نتذكره يخضع لعوامل متعددة.. يجمع علماء النفس على أن الذاكرة ليست توالدية بمعنى أنها لا تنتج صورة طبق الأصل تماماً مما عايشناه ولكنها متجددة، وأن ما تسترجعه أذهاننا هو غالباً مزيج مشوش من الذكريات الدقيقة، بالإضافة إلى ما يتوافق مع معتقداتنا واحتياجاتنا ومشاعرنا وهواجسها المبنية بدورها على معرفتنا لأنفسنا، وعلى الأحداث التي نحاول أن نسترجعها، وعلى ما عايشناه في المواقف المماثلة.
    فقدان الذاكرة يعنى عدم تذكر تفاصيل الماضي، خرافة أخرى ساعدت على ترويجها مجموعة من الأفلام: نرى البطل الذي فقد ذاكرته يردد بعد استرداد وعيه سؤالين شهيرين: أين أنا؟ من أنا؟ في دلالة واضحة على أنه فقد صلته بماضيه، لكن أبحاث علم النفس تؤكد أن الإنسان الذي فقد ذاكرته نتيجة إصابة دماغية يكون غير قادر على تذكر أي معلومات جديدة يتعرض لها، ويتوقف شعورنا بالسعادة إلى حد بعيد على الظروف الخارجية، مقولة خاطئة أخرى ناقشها الكتاب: تقول هذه الفكرة إنه من أجل أن نحصل على السعادة لابد أن نعثر على التركيبة المناسبة لها التى توجد بالأساس فى الخارج. وتتضمن هذه التركيبة الكثير من المال غالباً، ومنزلاً رائعاً ووظيفة عظيمة، وكماً لا بأس به من الأحداث الممتعة فى حياتنا.
     وأبحاث علم النفس تشكك في مقولات هذه الفكرة وتذهب إلى أن سعادة الإنسان هي عملية نفسية داخلية يتمكن الإنسان من بلوغها كلما نجح في التكيف مع ما يتعرض له في حياته من أحداث ومواقف، وهو ما يطلق عليه «مشاية المتعة»: نسرع فى تعديل سرعة مشينا أو ركضنا لتتماشى مع سرعة المشاية الكهربائية أو جهاز السير في المكان، لأننا إذا لم نفعل سنسقط على وجوهنا، بالمثل فحالتنا المزاجية تتأقلم سريعاً مع معظم ظروف الحياة.
    وانتقد مؤلفو الكتاب أيضاً الفكرة الشائعة التي تقول بأن التعبير عن الغضب أفضل من كتمانه: الغضب في علم النفس الشعبى وحش يجب ترويضه. وكثير من الأفلام يدعم فكرة أننا نستطيع ذلك عن طريق «التخلص من الضغط» و«الانفجار غضباً» و«التنفيس عما فى صدورنا»، لكن الحقيقة أن الغضب لا ينفس عن المشاعر المكبوتة لكنه يزيد من حدتها ليس إلا، وتشير الأبحاث إلى أن التعبير عن الغضب يكون ذا فائدة فقط عندما يكون مصحوباً بحل بناء للمشكلات.
    ويشير الكتاب إلى دور وسائل الإعلام: «ربما تزيد وسائل الإعلام من احتمال إقبال الأفراد على التعبير عن الغضب، فربما ينهمك الأفراد فى أفعال عدوانية لاعتقادهم أنهم سيشعرون بتحسن بعد تلك الأفعال»، لكن العلم يقول إن التعبير عن الغضب أو ما يعرف بفكرة «التنفيس» تزيد العنف ولا تحد منه.
    خرافة شهيرة أخرى يعرضها الكتاب: جميع وسائل العلاج النفسى الفعالة تجبر الأفراد على مواجهة الأسباب الجذرية لمشكلاتهم التى تعود لسنوات الطفولة. نقرأ: «عندما يفكر الناس فى العلاج النفسى يستحضرون فى أذهانهم عادة صورة واحدة، هى لمريض مستلق على أريكة، يتذكر فى أغلب الأوقات ذكريات مؤلمة من بعيد ويتأملها». المعالجون النفسيون وفقاً لهذه الصورة يساعدون دوماً المرضى على استعادة أحداث الماضى، وهو الأمر الذى ذهبت ممارسات أساتذة علم النفس الحديث إلى عكسه، وهؤلاء لا يلتفتون عادة إلى ماضى مرضاهم بأحداثه إنما يركزون أكثر على واقعهم وحاضرهم، أى على السلوكيات الحالية المحددة التى تحدث مشكلات حياتية للمريض. المشكلة تكمن فى الحاضر وليس فى الماضى. وفى نهاية هذا الكتاب الممتع يدعو مؤلفوه القراء إلى ضرورة الاستفادة من مهارات محو الخرافات فى شتى مناحى الحياة خاصة الطب: يزخر الطب بكثير من الأخطاء الخاطئة تماماً كعلم النفس أو أكثر.
   وبينت الأبحاث الطبية خطأ كثير من الاعتقادات الطبية شديدة الانتشار، مثل أننا بحاجة إلى شرب 8  أكواب من الماء على الأقل يومياً لنظل بصحة جيدة، وأن القراءة فى ضوء خافت يمكن أن تذهب بأبصارنا، وأن تناول فيتامين «سي» يساعد على الوقاية من نوبات البرد.
   ومن ضمن المؤشرات المفيدة لممارسة المهارات المطلوبة لمحو الخرافات ضرورة الالتفات إلى أن العديد من المعتقدات التي تنتشر عن طريق الثرثرة ليست إلا خرافات، وغالباً ما تكون التغطية الإعلامية لهذه الموضوعات مضللة ومبالغاً فيها وأحياناً تهدف إلى تبسيط الظواهر المعقدة بهدف صنع قصة مثيرة، وكذلك ضرورة الاعتقاد فى نتائج الأبحاث العلمية التي تجرى بدرجة عالية من الدقة فهي «هبة ثمينة للغاية لا ينبغي مطلقاً أن نستخف بقيمتها».
الكتاب: أشهر خمسين خرافة فى علم النفس، هدم الأفكار الشائعة حول سلوك الإنسان
تأليف: سكوت ليلينفيلد وستيفن جاى لين وجون روشيو وبارى بايرستاين
ترجمة: محمد رمضان داوود وإيمان أحمد عزب
الناشر: كلمات
2013
من المقدمة :
    سوف تتعرف فى هذا الكتاب على 50 خرافة شديدة الانتشار في عالم علم النفس الشعبى، حيث تغطى هذه الخرافات المدى الواسع لعلم النفس الحديث: أداء المخ والإدراك والنمو والذاكرة والذكاء والتعلم والحالات المتغيرة من الوعى والمشاعر وسلوكيات التعامل بين الأفراد والشخصية والمرض النفسىين وقاعات المحاكم والعلاج النفسي، وستتعرف على الأصول النفسية والمجتمعية لكل خرافة من هذه الخرافات، وستكتشف كيف شكلت كل خرافة طريقة التفكير الشعبى في المجتمع تجاه السلوك الإنساني، بل ستكتشف كذلك ما تقوله الأبحاث العلمية عن كل خرافة من تلك الخرافات.كتب: المصري اليوم | 01-06-2013 .
* كتاب أشهر 50 خرافة فى علم النفس السبت 
  يحيط علم النفس بجوانب حياتنا كافة، وعلم النفس الشعبي هو مصدر غني للخرافات، أنتج لنا معتقدات منتشرة على نطاق واسع يظن الجميع أنها صحيحة، غير أن أبحاث علم النفس تعارضها وتنقضها وتثبت زيفها. 
   ومؤخرا صدر كتاب "اشهر 50 خرافة في علم النفس. هدم الأفكار الخاطئة الشائعة حول سلوك الإنسان " لأربعة من خبراء علم النفس هم "سكوت ليلينفد وستيفن جاي لين" و"جون روشيو وباري بايرستاين"، الذين فندوا فيه مجموعة متنوعة من خرافات علم النفس الشعبي التي يبدو وكأنها يجب أن تكون صحيحة، محددين مصادر تلك الخرافات، وأسباب تصديق الناس لها، وما تقوله الأبحاث العلمية المنشورة بشأنها، كما يهدم مؤلفو الكتاب أيضًا إجمالي 250 خرافة أخرى في صورة بسيطة تعتمد على ذكر الخرافة والحقيقة التي تنقضها، ويختتم المؤلفون الكتاب بإطلاعنا على ثلاثة عشر اكتشافًا جديدًا في علم النفس يصعب تصديقها على نحو يثبت أن الحقيقة أحيانًا تكون أغرب من الخيال. 
    وتكمن خطورة تلك الخرافات فى أنها لا تكتفى فقط بإمدادنا بمعلومات خاطئة عن الطبيعة البشرية، لكنها علاوة على ذلك يمكن أن تؤدى بنا إلى اتخاذ قرارات حمقاء فى حياتنا اليومية، فهناك مثلا الاعتقاد الشائع بأننا نستخدم 10% فقط من قدرة عقولنا والاعتقاد بأن الكثيرين منا لم يصلوا بعد لحدود إمكاناتهم العقلية وارتباط ذلك بالاعتقاد الخاطئ فى أن تدنى تقدير الذات هو سبب رئيسى لفقد القدرة على التكيف مع البيئة المحيطة والاعتقاد بأننا يمكن أن نصل لأى شيء بمجرد إيماننا بأنفسنا. 
   كذلك من أبرز الخرافات الشائعة التى يدحضها الكتاب الاعتقاد بأن الأضداد تتجاذب فى علاقات رومانسية وهو الأمر الذى يدفع الكثيرين لإهدار أعوام فى البحث عن رفيق الروح الذى تختلف صفاته الشخصية وقيمه اختلافا تاما عن صفاتهم وقيمهم ليكتشفوا عند فوات الأوان أن مثل هذا "التوافق" نادرا ما يفلح، وهؤلاء الذين يعتقدون مخطئين أن السعادة تتحدد غالبا عن طريق ظروفنا الخارجية ربما يحصرون اهتمامهم بما هو خارج أنفسهم بدلا من الاهتمام بما هو داخلها لكى يعثروا على "الصيغة" المثلى للإشباع طويل الأجل. ويقسم الكتاب الخرافات وفقا لأنواعها ومجالها، فهناك خرافات تتعلق بقدرات المخ والعقل وهناك خرافات عن النمو والشيخوخة وأخرى عن الذاكرة والذكريات والماضي واكتساب المهارات الجديدة فيما يخص الذكاء والتعلم وكذلك حالات تبدل حالات الوعى، وخرافات سلوكيات التعامل والشخصية بالإضافة إلى خرافات المرض العقلى وعلم النفس والقانون والعلاج النفسي.
   يفاجأنا الكتاب فى نهايته بعدد من الحقائق الغريبة التى يصعب تصديقها إلا أنها حقائق علمية تم إثباتها فمثلا تكتشف أن أمخاخنا تحتوى على ما يقرب من 3 ملايين ميل من الوصلات العصبية، أى تلك الموجودة بين خلايا المخ، وإذ وضعت هذه الوصلات بعضها إلى جانب بعض قد تمتد إلى سطح القمر وترجع منه نحو 12 مرة، وكيف أن طرق المصافحة المعتادة تكشف الكثير من سمات الشخصية، ومن الحقائق الآخرى الطريفة هى قدرة عقول الطيور على تعلم رصد الإشارات الدقيقة التى تسمح لها بتمييز الأسلوب الخلاق لأحد العباقرة عن أسلوب عبقرى آخر فى الفن أو الموسيقي، وستصطدم حتما إذا علمت أن الأبحاث العلمية أثبتت أن الكلاب تشبه مالكيها، حيث وجد الباحثون تشابها بين أوجه أصحاب الكلاب وبين أوجه الكلاب نفسها أكبر بكثير مما قد يحدث بمحض المصادفة! 
    يسدينا هذا الكتاب خدمة جليلة عن طريق تجميع كل هذه المعلومات في صورة ملائمة سهلة الاستخدام وذلك بإثباته أن العلم الصحيح يتفوق على المعرفة الشعبية والحدس الفطري، وبتعليمنا كيف نتشكك ونتفكر في كل ما نسمعه، إلا أنك بلا شك ستصطدم مما تقرأه لتجد نفسك غير مصدق لتلك الحقائق الخيالية التى قد تقترب من كونها خرافة غير قابلة للتصديق فى مقابل دهشتك من كون بعض ما كنت تعتقد أنه حقيقة علمية مثبتة هو فى الأصل خرافة شعبية دون أساس علمى سليم، وبالتأكيد لن تتمكن من منع نفسك من محاولة إعادة الفهم والاقتراب من النفس البشرية وقدراتها التى يبدو أن أسرارها لن تنتهى بعد. ترجمة: محمد رمضان داود وإيمان أحمد عزب صدر عن كلمات للنشر والترجمة. بقلم - هبة عبدالستار - الأهرام اليومى | 05-01-2013 .
* نبذة مختصرة عن الكتاب:

عنوان الكتاب يعكس بسهولة ومباشرة موضوعه. ففقد اشترك أكثر من أخصائي لمواجهة بعض المعتقدات السيكولوجية إما الخاطئة أو تلك التي تغير الاعتقاد بشأنها بعد المزيد من الأبحاث الحديثة، أو تلك التي تم إساءة تفسيرها أو فهمها من خلال ما يُسمى بعلم النفس الشعبي.
وأفضل تناول لنا هنا في هذا الكتاب هو تقديم بعض من أفكاره مباشرة. البعض هنا في هذا الاستعراض للكتاب، والبعض الآخر سنوالي نشره في قسم "أفكار ومقتطفات" تحت بند الخواطر الدورية
الخرافة رقم 7: المراهقة هي حتمًا مرحلة اضطراب نفسي
منذ وقت قريب كتبت إحدى الأمهات الساخطات إلى هاب ليكرون (2007)– محرر عمود للاستشارات بإحدى الصحف الأسبوعية – طالبة منه أن يفسر لها ما الذي ألم بابنتها البالغة من العمر في ذلك الوقت 11 عامًا التي كانت إلى وقت قريب طفلة مرحة هادئة. كتبت الأم تقول إن ابنتها تكره الأشياء التي يعجب بها بقية أفراد الأسرة، وإنها لا تود مرافقتهم إلى أي مكان، ولا تكون ردودها عليهم في الغالب مهذبة، والأكثر من ذلك أنها تواجه صعوبة بالغة في إقناعها بأن تحافظ على غرفتها مرتبة أو أن ترتدي ثيابًا مهندمة، فالردود الوقحة أصبحت هي الردود المعتادة منها. وتساءلت الأم: "ماذا يحدث بحق الجحيم؟" أجابها ليكرون باقتضاب: "يطلق بعض الآباء على هذ التجربة التي تمرّين بها داء المراهقة."
   لا تعد وجهة النظر التي ترى أن المراهقة هي دائمًا أو في الأغلب مرحلة اضطراب شعوري وجهة نظر حديثة. فعالم النفس جي ستانلي هول (1904)، وهو أول رئيس للجمعية الأمريكية لعلم النفس، كان هو أول من تحدث عن المراهقة بوصفها فترة "عواصف وتوترات". استعار هول هذا المصطلح من الاسم الذي أطلق على حركة في الموسيقى والفن والأدب نشأت في ألمانيا بنفس الاسم بالقرن الثامن عشر أكدت على التعبير عن المشاعر العميقة والمؤلمة في الغالب. ثم قدمت بعد ذلك آنا فرويد (1958)– ابنة سيجموند فرويد التي حفرت بجهدها مكانتها كواحدة من المحللين النفسيين البارزين – شرحًا مبسطًا لوجهة النظر التي ترى أن الاضطراب الشعوري الذي يمر به المراهقون هو أمر سائد (دكتورز، 2000). كتبت (آنا فرويد، 1958، ص 275) تقول: "أن يكون المرء طبيعيًا خلال فترة المراهقة أمر غير طبيعي في حد ذاته." (ص 267)، وأن "المراهقة بطبيعتها فاصل يقطع عملية النمو الهادئة." (ص 275) تعتبر آنا فرويد المراهقين الذين لا يمرون بكثير من الاضطرابات مرضى معرضين بدرجة كبيرة لخطورة الإصابة بالمشكلات النفسية في سن الرشد.
    عزز أخصائيو علم النفس الشعبي الحاليون المفهوم القائل إن سنوات المراهقة هي في الأغلب سنوات من الدراما العائلية المثيرة. وأحد الأمثلة على ذلك ما ورد في النسخة الدعائية من كتاب "الاستعداد لمرحلة المراهقة" للخبير التربوي د.جيمس دوبسون (2005) عن أن هذا الكتاب سوف "يساعد المراهقين على اجتياز السنوات الصعبة لهذه المرحلة"، وسوف "يساعد الآباء الذين يرغبون في أن يعرفوا ماذا يقولون للطفل الذي يقف على أعتاب سنوات المراهقة المليئة بالتقلبات." ووجه برنامج تليفزيوني ظهر به "د.فيل" (فيل ماكجرو) تحذيرًا للمشاهدين من أن "سنوات المراهقة قد تكون هي أسوأ كابوس يعيشه الأب والأم"، ووعد بمناقشة "الطرق التي يمكن أن يعبر بها الآباء والأبناء المراهقون مرحلة المراهقة بسلام".
    هذه الصورة النمطية لسنوات المراهقة كمرحلة "بشعة" تكرر ظهورها في الكثير من وسائل الإعلام الترفيهية؛ فهناك عشرات الأفلام تركز على مأساة المراهقين الذين يحيون وسط المشكلات. ومن بين هذه الأفلام: "متمرد بلا سبب" (1955)، "أشخاص عاديون" (1980)، "الأبناء" (1995)، و"فتاة في ورطة" (1999)، و"في الثالثة عشرة" (2002)، أما عنوان المسلسل التليفزيوني البريطاني "المراهقة: عقد من الاضطرابات" فيتحدث عن نفسه. وبالإضافة إلى ذلك، تصور بعض الروايات الأكثر مبيعًا – مثل رواية "الحارس في حقل الشوفان" للكاتب جيه دي سالينجر – الألم والاضطراب اللذين يصاحبان سنوات المراهقة.
   ولأن الكتب والأفلام تركز على حكايات المراهقين المضطربين أكثر بكثير من تركيزها على المراهقين الأسوياء – إذ إنه من غير المحتمل أن يصنع فيلم من أفلام هوليوود يتحدث عن مراهق سوي تمامًا قصة مشوقة، ناهيك عن أن يحقق إيرادات ضخمة – فلا تخلو نماذج المراهقين التي تعرض على الجمهور باستمرار من موقف انحيازي (هولمبيك وهيل، 1988؛ أوفر، أوستروف، وهاورد، 1981).
   ربما ليس من العجيب أن يعتقد الكثير من العامة أن مرحلة المراهقة هي مرحلة عواصف وتوترات. يقول عالم النفس ألبرت باندورا (1964): "إذن نزلنا إلى الشارع وأوقفنا رجلاً عاديًّا وعرضنا على مسامعه كلمة "مراهقة" فمن المحتمل جدًّا ... أن تتضمن الأفكار المقترنة في ذهنه بههذه الكلمة إشارات إلى العواصف، والتوتر، والانزعاج، والتمرد، والصراعات سعيًا وراء الحصول على الاستقلالية، والامتثال لجماعات الأقران، والسترات الجلدية السوداء، وما شابه." (ص 224).
    أبدت استطلاعات الرأي التي شملت طلبة الجامعات تلك الملحوظات غير الرسمية التي ذكرها باندورا. وجد جرايسون هولمبيك وجون هيل (1988) أن الطلبة المسجلين في دورة دراسية جامعية عن مرحلة المراهقة حصلوا على متوسط درجات قدره 5,2 (من 7 نقاط) في البند الذي يحمل اسم "فترة المراهقة فترة مليئة بالعواصف والتوترات". وتعد هذه هي أيضًا نفس آراء الآباء والمدرسين (هاينز وبولسون، 2006). وينتشر هذا الموقف أيضًا حتى بين العاملين في مجال الصحة؛ إذ أظهر استطلاع للرأي شمل طاقم العمل بمستشفى للأطفال أن 62% من الأطباء المقيمين (الذين يتلقون تدريبًا طبيًا) و58% من الممرضات اتفقوا على أن "الغالبية العظمى من المراهقين يظهرون سلوكيات عصابية ومضادة للمجتمع في فترة ما من فترات مرحلة المراهقة". وبالإضافة إلى ذلك اتفق 54% من الأطباء المقيمين و75% من الممرضات على أن "الأطباء والممرضات يجب أن يهتموا بتقويم المراهقين الذين لا يثيرون أي مشكلات ولا يعانون أي اضطرابات". ويتفق ذلك مع وجهة نظر آنا فرويد إن المراهق "السوي" هو في الحقيقة شخص غير سوي (لافين، 1977).
    وحتى نُقيّم الادعاءات بأن مرحلة المراهقة هي فترة عواصف وتوترات، نحتاج إلى دراسة ثلاثة من محاور سلوك المراهقين: (1) الصراعات مع الآباء، (2) التقلبات المزاجية، (3) السلوك الخطر (أرنيت، 1999). تُظهر الأبحاث أن الادعاء القائل إن مرحلة المراهقة هي فترة عواصف وتوترات يشتمل – مثله مثل العديد من الخرافات الأخرى المذكورة في هذا الكتاب – على جزء صغير من الحقيقة هي في الأغلب أحد الأسباب التي تقف وراء شهرته. إن المراهقين معرضون بدرجة مرتفعة إلى حد ما لخطورة مواجهة صعاب تتعلق بمحاور السلوك الثلاثة السابقة، هذا على الأقل في المجتمع الأمريكي (أرنيت، 1999؛ إبستاين، 2007)، إذ تتزايد الصراعات مع الآباء خلال سنوات المراهقة، (لورسين، وكوي، وكولينز، 1998) ويتعرض المراهقون لتقلبات مزاجية وحالات مزاجية متطرفة أكثر من غيرهم (بيوكانان، وإكلز، وبيكر، 1992؛ لارسون وريتشاردز، 1994) ويقدمون على المخاطر البدنية أكثر من غيرهم (ريينا وفارلي، 1006؛ ستاينبيرج، 2007) لذا من الصحيح أن فترة المراهقة قد تشهد صراعات نفسية محتدمة لدى "بعض" المراهقين.
    ولكن لاحظ أن كلمة "بعض" وُضعت بين علامتي تنصيص، فهذه البيانات نفسها تظهر أن كل واحدة من هذه الصعوبات مقصورة على قلة قليلة من المراهقين؛ إذ تشير معظم الدراسات إلى أن 20% فقط من المراهقين هم من يمرون باضطرابات ملحوظة، لكن الغالبية العظمى يتمتعون بحالات مزاجية إيجابية وعلاقات متوائمة مع آبائهم وأقرانهم (أوفر وشونرت رايتشل، 1992)، بالإضافة إلى ذلك، فإن الاضطرابات الشعورية الملحوظة والصراعات مع الآباء تقتصر بدرجة كبيرة على المراهقين الذين يعانون مشكلات نفسية واضحة مثل الاكتئاب واضطراب السلوك (راتر، جراهام، تشادويك، ويول، 1976)، هذا بالإضافة إلى المراهقين الآتين من خلفيات أسرية ممزقة (أوفر، كايز، أوستروف، وألبرت، 2003). إذن لا توجد أسس قوية تؤيد الادعاء القائل إن القلق الذي يصحب مرحلة المراهقة هو أمر تقليدي أو حتمي (إيبستاين، 2007)، بل على العكس، حدوث ذلك هو الاستثناء وليس القاعدة. علاوة على ذلك، لم تجد دراسة تتبعت 72 مراهقًا من الذكور على مدار 34 عامًا أي دليل ولو ضعيف على أن المراهقين الذين يتكيفون بسهولة مع هذه الفترة يكونون معرضين لخطورة الإصابة بالمشكلات النفسية فيما بعد (أفر وآخرون، 2002). هذه النتائج تثبت خطأ ما زعمته آنا فرويد من أن المراهقين الذين يبدون أسوياء هم في الحقيقة غير أسوياء ومعرضون حتمًا للإصابة بمشكلات نفسية في سن الرشد.
    تتعارض أيضًا المعلومات الآتية من الثقافات الأخرى، التي تظهر أن مرحلة المراهقة هي فترة هدوء وسلام نسبي في العديد من المجتمعات التقليدية غير الغربية، مع الآراء التي تعتبر أن مرحلة المراهقة هي مرحلة مليئة بالعواصف والتوترات (أرنيت، 1999؛ دازن، 2000)، فسنوات المراهقة تمر في اليابان والصين على سبيل المثال دون أي منغصات. ففي اليابان يصف 80 إلى 90% من المراهقين حياتهم الأسرية بأنها "مرحة" أو "محببة" ويقولون إنهم يتمتعون بعلاقات إيجابية مع آبائهم. ولم تُسجل أي اضطرابات خطيرة بمرحلة المراهقة في الهند، والبلدان الواقعة جنوب الصحراء الأفريقية، وجنوب شرق آسيا، والعديد من بلدان العالم العربي (إيبستاين، 2007). وعلاوة على ذلك، هناك دلائل تشير إلى أن ازدياد تطبيق العادات والأفكار الغربية في هذه الأماكن يرتبط بازدياد الاضطرابات المصاحبة لمرحلة المراهقة (دازن، 2000). نحن لا نعلم سبب شيوع اضطرابات مرحلة المراهقة في الثقافات الغربية أكثر منها فيما عداها. يشير بعض الكتاب إلى أنه على عكس ما يفعله الآباء في معظم الثقافات الأخرى، يميل الآباء في الغرب إلى معاملة أولادهم في مرحلة المراهقة على أنهم أطفال وليسوا أشخاصًا بالغين في طور النضج لهم ما للبالغين من حقوق وعليهم ما عليهم من واجبات، ولذا قد يتمردون على القيود التي يضعها آباؤهم ويتصرفون بطريقة معادية للمجتمع (إيبستاين، 2007).
      هل المعتقدات الخاطئة بشأن حتمية مرور المراهقين بحالة من الاضطراب يمكن أن تحدث أي أضرار؟ ربما؛ فتجاهل بعض المشكلات الحقيقية التي يمر بها المراهقون بوصفها تمثل "مرحلة عابرة" أو تعبر عن فترة طبيعية من الاضطراب قد يسبب حالة من الانزعاج الشديد للمراهقين الذين لا يتلقون مساعدة نفسية هم في أشد الحاجة إليها (أوفر وشونرت رايتشل، 1992). صحيح أن بعض صيحات المراهقين طلبًا للمساعدة تكون حيلة ماكرة للفت الانتباه، ولكن هناك صيحات أخرى عديدة تطلقها أرواح شابة بائسة تجاهل الآخرون ما تعانيه.
الخرافة رقم 8: يمر معظم الناس بأزمة منتصف العمر في الأربعينيات أو في أوائل الخمسينيات من عمرهم يشتري الرجل في الخامسة والأربعين من عمره السيارة البورش التي كان يحلم بها منذ سنوات، ويغير من شكل ذقنه، ويجري عملية لزراعة الشعر، ويترك زوجته من أجل فتاة في الثالثة والعشرين من عمرها، ويقتطع مبلغًا كبيرًا من حساب التوفير الخاص بخطة تقاعده حتى يسافر إلى جبال الهيمالايا ويدرس على يد المعلم الروحي الأشهر في ذلك الوقت. قد يرجع الكثير من الناس في مجتمعنا هذه التصرفات غير المعهودة لهذا الرجل لـ"أزمة منتصف العمر". وهي فترة من سن الأربعين إلى الستين تشهد حلاة مثيرة من الاضطراب ومراجعة الذات، إذ يواجه المرء في تلك السن احتمالات الوفاة، وتراجع اللياقة البدنية، والأحلام والآمال التي لم يستطع أن يحققها.
الخرافة رقم 8: يمر معظم الناس بأزمة منتصف العمر في الأربعينيات أو في أوائل الخمسينيات من عمرهم يشتري الرجل في الخامسة والأربعين من عمره السيارة البورش التي كان يحلم بها منذ سنوات، ويغير من شكل ذقنه، ويجري عملية لزراعة الشعر، ويترك زوجته من أجل فتاة في الثالثة والعشرين من عمرها، ويقتطع مبلغًا كبيرًا من حساب التوفير الخاص بخطة تقاعده حتى يسافر إلى جبال الهيمالايا ويدرس على يد المعلم الروحي الأشهر في ذلك الوقت. قد يرجع الكثير من الناس في مجتمعنا هذه التصرفات غير المعهودة لهذا الرجل لـ"أزمة منتصف العمر". وهي فترة من سن الأربعين إلى الستين تشهد حلاة مثيرة من الاضطراب ومراجعة الذات، إذ يواجه المرء في تلك السن احتمالات الوفاة، وتراجع اللياقة البدنية، والأحلام والآمال التي لم يستطع أن يحققها.
    لا تعد فكرة أن الكثير من الناس يواجهون مرحلة انتقالية صعبة عندما يقفون تقريبًا في منتصف الطريق ما بين الميلاد والموت شيئًا جديدًا. السطور الأولى من قصيدة دانتي أليجيري الملحمية "الكوميديا الإلهية" التي كتبها في القرن الرابع عشر استدعت هذه الفكرة:
في منتصف رحلة حياتي وجدت نفسي
في غابة مظلمة،
واختفى من أمامي الطريق القويم.
   ولكن لم يظهر مصطلح "أزمة منتصف العمر" إلا عام 1965 حينما صاغه إليوت جاك ليصف المحاولات القهرية التي لاحظ أن الفنانين والملحنين يقومون بها في منتصف العمر من أجل البقاء في مرحلة الشباب وتحدي حقيقة الموت. 
    قدم جاك هذه العبارة المثيرة إلى العامة وإلى الأوسط العلمية ليصف بها أي فترة انتقالية غير مستقرة من الحياة يمر بها الأشخاص في منتصف العمر. وبعد عشر سنوات، نشر جايل شيهي كتابه الأكثر مبيعًا "السبل: الأزمات المتوقعة في سنوات النضج" (1976) الذي رسخ فكرة أزمة منتصف العمر في خيال العامة. وعام 1994 أظهر استطلاع للرأي شمل مجموعة من الشباب أن 86% منهم يعتقدون في أزمة منتصف العمر (لاشمان، لوكوويكز، ماركوس، وببينج، 1994).
    استغلت صناعة السينما فكرة المرور بمرحلة من عدم الاستقرار في منتصف العمر وقدمت نماذج لأشخاص حمقى في منتصف العمر يعانون اضطرابًا شعوريًا – ولكنها مع ذلك كانت نماذج محببة - ويعيدون النظر في مغزى حياتهم وقيمتها، وكان أبطال هذه الأفلام معظمهم من الرجال. يعرض فيلم "محتالو المدينة" (1991) قصة ثلاثة رجال (لعب أدوارهم بيلي كريستال، ودانيال ستيرن، وبرونو كيربي) يعانون أزمة منتصف العمر فيقررون أن يستريحوا مدة أسبوعين من حياتهم الرتيبة ويذهبون في رحلة لقيادة قطعان الماشية من نيو مكسيكو إلى كلورادو. وعام 2007 عرض فيلم آخر يتناول نفس الفكرة هو فيلم "الخنازير البرية" الذي يصور المغامرات التي يقوم بها أربعة رجال في منتصف العمر يقررون القيام برحلة بالدراجات البخارية حتى يشعلوا وهج الإثارة المرتبطة بفترة شبابهم داخل نفوسهم مرة أخرى. ويعد فيلم "يوم جرذ الأرض" (1993) هو أفضل ما صور حياة النزوات التي يزعم الكثيرون أنها تميز منتصف العمر، ويقوم الفنان الكوميدي بيل موراي بدور البطل فيل كونرز وهو خبير أرصاد جوية متقوقع على ذاته يفرط في لاشراب، ولا يجد أمامه سوى أن يكرر كل ما يفعله كل يوم حتى "يفهم" في النهاية أن حياته لن تصبح ذات معنى إلا إذا أصبح هو شخصًا أفضل. ويقومو كيفن كوستنر في فيلم "بول دورام" بدور لاعب البيسبول كراش ديفيز الذي يُهمش بانتقاله إلى الدوري الفرعي ليُدرب لاعب شاب موهوب، ويدرك كراش أن شبابه يتسرب من بين يديه مثله مثل قدرته على التزحلق بأمان نحو القاعدة الأساسية، ولكنه في النهاية يعثر على الحب والشعور بالرضا مع واحدة من مشجعات لعبة البيسبول وهي آني سافوي (التي تقوم بدورها سوزان ساراندون). وفي فيلم "الجمال الأمريكي" (1999) الحاصل على جائزة الأوسكار يُجسد ليستر برونام (الذي يقوم بدوره كيفن سباسي) الصفات الأساسية التقليدية لأزمة منتصف العمر التي يعانيها الرجال، إذ يترك وظيفته التي تفرض عليه ضغوطًا كبيرة ويعمل طاهيًا في أحد محال الهامبورجر، ويبدأ في تعاطي العقاقير وممارسة تمارين اللياقة، ويشتري سيارة رياضية، ويقع في غرام صديقة ابنته التي لا تزال مراهقة.
الخرافة رقم 30: التعبير عن الغضب أفضل من كتمانه
   أُشيع على نحو غير مؤكد أن الشهرة الكبيرة التي يتمتع بها باتريك هنري شيريل ترجع إلى أنه الشخص الذي تسبب في نحت عبارة "جن جنونه" في اللغة الإنجليزية، وذلك لارتكابه واحدة من أسوأ جرائم القتل الجماعي في تاريخ الولايات المتحدة. 
    في 20 أغسطس/آب عام 1986 بعد أن استشاط شيريل غضبًا بسبب إقالته من وظيفة ساعي البريد التي كان يشغلها، أفرغ رصاص مسدسين خبأهما في حقيبة البريد الخاصة به ليقتل 14 موظفًا ويجرح ستة آخرين قبل أن يقتل نفسه في مكتب بريد أوكلاهوما في إدموند. يستخدم أناس كثيرون الآن في اللغة الإنجليزية عبارة "جن جنونه" لوصف تحول شخص إلى الغضب والعنف الشديدين اللذين لا يمكن التحكم فيهما. ويمكن أن يكون مصطلح "غضب الطريق" الذي تستخدمه العامة للإشارة إلى ثورات الغضب الجم التي تنتاب البعض على الطرق مصطلحًا مميتًا بالمثل. ففي 16 أبريل/نيسان عام 2007، بعد أن أرسل جيسون رينولدز بعض الومضات الضوئية من المصابيح الأمامية في سيارته، وبعد أن كان سائرًا بسيارته خلف سيارة كيفين نورمان، قطع رينولدز الطريق أمام نورمان ودفع سيارته بقوة. وعندما انحرف نورمان بسيارته ليتجنب وقوع تصادم تدحرجت سيارته صوب الجزيرة الوسطى في الطريق لتستقر في النهاية فوق سيارة أخرى وتتسبب في قتل نورمان والسائق الآخر (واشنطن تايمز، 2007). 
   أكان بمقدور شيريل ورينولدز ان يتفاديا هاتين الثورتين القاتلتين من العنف لو نفثا عن مشاعرها المكبوتة في المنزل عن طريق لكم الوسادة أو استخدام مضرب بلاستيكي للتخلص من غضبهما إلى غير رجعة؟ إن كنت كالغالبية العظمى من الأشخاص فأنت إذن تظن أن التعبير عن الغضب أفيد صحيًّا من كتمانه. في إحدى الدراسات اتفق 66% من طلاب الجامعة على أن التعبير عن الغضب.خدمة المشورة و النضج المسيحي.
تدفعنا العلاقات اليومية التي تجمعنا بالآخرين إلى «تحليل» سلوكياتهم، وذلك بالاعتماد على «معارفنا» في علم النفس. ننهل من التلفزيون والراديو والصحيفة ومواقع الإنترنت، وكذلك من الأصدقاء والجيران، كل منتوجات «صناعة علم النفس الشعبي». لكن سكوت ليلينفيلد وستيفن جاي لين وجون روشيو وباري ل. بايرستاين، يجادلون بأن هذه «الصناعة» الشائعة تروّج «علم الأساطير النفسية» لأنها تحتوي على معلومات صحيحة تفوق ما تتضمّنه من معلومات خاطئة.
* كتاب «أشهر 50 خرافة ...» يحرّض على التفكير النقدي
مدرسة التشويه!
   يرى مؤلفو كتاب «أشهر 50 خرافة في علم النفس- هدم الأفكار الشائعة حول سلوك الإنسان» (صدر أخيراً في 464 صفحة من القطع المتوسط، عن دار «كلمات» المصريّة) أن تأثير هذه المعلومات الخاطئة لا ينحصر بالأشخاص العاديين، بل يمتد إلى الجامعيين المختصين أيضاً. ويشير الكتاب الذي ترجمه الزميلان محمد رمضان داود وإيمان أحمد عزب، إلى أن كثيراً من طلاب علم النفس يلتحقون بالدراسة الأكاديمية، وهم محمّلون بأفكار خاطئة في موضوعات هذا العلم. تشمل هذه الأفكار معلومات مشوّهة عن الشخصية، والإدراك ووظائف المخ والذاكرة، والتعلّم والذكاء، والعواطف والدوافع، وعلم النفس الاجتماعي، والأمراض النفسيّة، والعلاج النفسي.
   ويمثل علم النفس حاجة لا يمكن الهروب منها في حياتنا، إذ «نستخدمه» في علاقاتنا العاطفية وروابط الصداقة وتفسير الأحلام وفهم صعوبات التكيّف وغيرها. وأحياناً نجد أنفسنا «اختصاصيين» في علم النفس النظري، إذ «تثقفنا» وسائل الإعلام بادعاءات تخصّ قضايا العقل والتربية والتعليم والجنس والذكاء والجريمة والإدمان والاضطرابات النفسية وغيرها. وفي معظم الحالات، نقبل هذه الادعاءات اعتماداً على حسن الظن، ومن دون تطلّب برهان أو تحقّق.
    وينبّه الكتاب إلى أن كثيراً من ادعاءات «علم النفس الشعبي» ليس لها أدلة، بل تتكون مما يسمّيه استنتاجات شخصيّة، بمعنى أنها افتراضات خاصة بالسلوك الإنساني تعتمد على الحدس وحده. ويعود ذلك إلى معضلة أساسيّة قوامها أن العقل البشري تطوّر ليفهم العالم، لا ليفهم نفسه. يرجع أحد أسباب شيوع خرافات علم النفس إلى أنها تتفق مع المنطق البديهي المتّصل بشكوكنا وحدسنا وانطباعاتنا الأولية. وبرأي علماء كثيرين، فإن الجزء الأكبر من «علم النفس الشعبي» هو محض منطق بديهي، ما يدفع إلى التروي في شأن قبول كثير من «مسلماته» على رغم شيوعها بقوّة.
   يرسم هذا الكتاب لنفسه هدفاً أساسيّاً يتمثّل في تشجيعنا على «الشك» في المنطق البديهي عند الحكم على صحة الادعاءات النفسية. فالقاعدة العامة هي أن تراجع الأدلة البحثية وليس أن تكتفي بالحدس، لأن بحوث علم النفس تؤكد صحة هذا التنبه. وإذ تنتشر «الخرافات النفسية» في كثير من مناحي حياتنا، ما يفرض العمل الحثيث على «اكتشافها» بهدف الوقاية من أضرارها التي تكون بالغة أحياناً. وأحياناً، يربط بعض الأشخاص سلوكاً نفسياً خطيراً مثل زيادة حالات الانتحار أو الجرائم، بليلة اكتمال القمر بدراً، على رغم أن التحليلات التي أجريت على التأثير القمري، كذّبت هذا الارتباط بقوّة.
إشكالية الجريمة
  يلفت كتاب «أشهر 50 خرافة في علم النفس» إلى أن شهرة «التحليل النفسي الجنائي» في وسائل الإعلام، تتناقض مع ضعف الدعم العلمي له، ما يدعو إلى اختبار جدواه عبر قياس قدرات خبراء التحليل النفسي الجنائي أنفسهم. في هذا السياق أيضاً، يميل مكافحو الجريمة إلى ادّعاء الدقّة في التحري عن الأطراف المذنبة، وهذا الادعاء تسنده خرافة نفسيّة شائعة تقول بأن «كل من يعترف بارتكاب جريمة ما، يكون قد ارتكبها حقاً».
   في تاريخ القضاء الأميركي، ضاعت كثير من الجرائم بسبب اعترافات كاذبة. وبحسب الكتاب، عزا الباحثون هذه الظاهرة إلى أن المعترفين الكاذبين يحتمل أن يكونوا صغار السنّ وسريعي الانقياد ومنعزلين عن الآخرين، فيعترفون بما لم يرتكبوه، إذا وُجِهوا بأدلة قوية ضدّهم. وربما كان هؤلاء أصحاب تاريخ جنائي سابق، وليس لديهم مستشار قانوني، أو ربما وقعوا في أيدي محققين مخيفين ومتلاعبين!
   إن تمييز الخرافة من الحقيقة في ميدان علمي مثل علم النفس ينمي تفكيرنا النقدي في ميادين أخرى. وتأتي هذه الخرافات من مصادر متعددة مثل تناقل الأحاديث، والرغبة في الأجوبة السهلة والحلول السريعة، والإدراك الانتقائي والذاكرة الانتقائية (بمعنى إعادة تفسير الأحداث وفق آرائنا المسبقة)، والتعرّض لنتائج الإحصاءات العيّنية غير المُدقّقة، والاستكشاف المرتكز على التماثل (بمعنى الركون إلى حكم سطحي على الأشياء المتشابهة)، وتأثير وسائل الإعلام والسينما، والمبالغة والتهويل في التعبير، والخلط بين المصطلحات كأن يُظَنّ بأن التنويم المغناطيسي له علاقة بالنوم!.
   ينقض المؤلفون في «أشهر 50 خرافة في علم النفس» هذه الخرافات وغيرها. ويرفقون المحاججة العلمية بملخص لفحواها. كما يزوّد الكتاب القارئ بجداول مبسّطة لتريه الخطأ والصواب في أمور كثيرة، إذ لا يمكن محو الخرافة إلا بالتعليم، كما تؤكد البحوث أن تقبّل طلاب علم النفس للخرافات النفسية، ينخفض بالتوازي مع زيادة عدد دروس علم النفس التي تلقوها.
   يودّع الكتاب القارئ بنصائح مفيدة لمحو خرافات علم النفس من حياته اليومية، منها أن الغرائز والانطباعات الأولى عن بعض الأفراد، تختلف عن رأي النظرة العلميّة لهم، ما يعني ضرورة عدم التسليم بصحة المعتقدات الشائعة. الحياة.
 أو
 أو
 أو
 أو


 
 


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق